الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

كيف نتعامل مع مسألة المناهج؟

لعل من أهم المميزات في التعليم المرن هو قدرة الأسرة على انتقاء مناهجها الخاصة بها من بين كل المصادر المطروحة على الساحة واستبدال المناهج التي تفرض عليهم قسرا من التعليم المدرسي
ولكن السؤال البديهي هو: كيف أختار مناهج لطفلي؟ كيف يمكنني الانتقاء والمقارنة؟
مبدأيا أود توضيح أنه لا مشكلة إطلاقا في أن تختار الأسرة منهجا مدرسيا ما وتلتزم به تيسيرا على نفسها. صحيح أنها بذلك قد تخسر فرصة تحسين المحتوى بشكل كبير ولكنها في نفس الوقت تكون قد وفرت على نفسها بعض الوقت والجهد.
وكما نكرر دائما فإن شعار التعليم المرن هو المرونة في التفكير, فلا بأس من أخذ هذه الحلول الجاهزة ولو مؤقتا أو تبنيها ثم الزيادة عليها أثناء التدريس. وفي آخر المقال تجدون عدة روابط كأمثلة على المناهج المتاحة على شبكة الانترنت كبديل للمناهج التقليدية.
أما إذا كنت تريد المزيد من التطوير أو تريد أصلا أن تختار بين المناهج المتاحة -وهي متعددة ومختلفة- فهناك عدة خطوات لتكوين منهجكم الخاص في التعليم المرن:
أولا : تحديد الأهداف التعليمية
يجب أن ندرك أن العملية التعليمية بدون هدف محدد هي نوع من العبث. ولذلك يجب أن نفهم جيدا ماهو الهدف من التعليم؟ ماهي المعارف التي أريد لطفلي أن يتعلمها؟ ماهي المهارات التي أريد له أن يتقنها؟
اختيار الأهداف قد يقود لشيء من الحيرة إذا حاولتم أن تقوموا به على مدى بعيد ومن البداية, فمثلا قد يكون من الصعب تحديد قائمة بالمعارف الهندسية أو الفزيائية التي يتعلمها الطفل خلال العشر سنوات الأولى من عمره !
لذلك من الأسهل أن يتم اختيار الأهداف على مراحل قصيرة نسبيا (مثلا 4 شهور أو ما يوازي فصلا دراسيا), ثم مراجعة المناهج المعتمدة عالميا في هذا الجانب لتحديد الأهداف التعليمية.
ففي أغلب المناهج –حتى المناهج الحكومية- يكون الهدف التعليمي واضحا ويكفي مراجعة فهرس الكتاب لمعرفة الهدف التعليمي المراد تغطيته من كل درس. ويمكن استخدام هذه القائمة كمرشد للأسرة في تحديد الأهداف التعليمية. المهم ألا تعتبر هذه الأهداف شيئا جامدا لا يتغير, بل هو في يد الأسرة أن تزيد فيه أو تنقص أو تستبدل بعض الأهداف بأخرى كيفما ترى.
ثانيا : اختيار المحتوى التعليمي
الخطوة التالية هي اختيار المصادر التعليمية التي تغطي هذه الأهداف. فقد يكون لكل هدف طريقة أمثل في التعريف به وتوضيح جوانبه المختلفة: فيديوهات, وجداول, وتجارب, وتمارين, وقصص, وكتب ألعاب وغيرها من المصادر المتنوعة. غالبا ما تحتاج هذه المرحلة إلى البحث لكل هدف على حدة مع حفظ قائمة بالمصادر المرشحة لتغطية الهدف التعليمي المطلوب. وكما قلنا من الممكن أن تلجأ الأسرة لأحد المناهج الجاهزة في تغطية جزء من هذه الأهداف التعليمية توفيرا للوقت, فليس كل منهج مدرسي بالضرورة مضر وسيء. ننصح كذلك بإثارة موضوع البحث على مجموعة التعليم المرن وغيرها من المجموعات المشابهة حيث توجد إمكانية لتبادل المصادر الجيدة والاستفادة من خبرات الآخرين والإفادة بما وجدتموه.
ثالثا : تحديد استراتجية التعليم
كما ذكرنا من قبل هناك العديد من الاستراتجيات أو الفلسفات في التعليم وتقديم المعلومة للطفل. ولكل أسرة طريقة تناسبها أكثر من غيرها فهو أمر متروك لاختيار الأسرة وما يوافق الأطفال. لذلك ينبغي بقدر الإماكن الإلمام بفكرة كل طريقة ومزاياها وعيوبها. ولا مانع مطلقا من إدماج طريقة أو أكثر من هذه الطرق في تعليمكم لأولادكم. المهم أن تكون خبرة التعليم خبرة قيمة وممتعة للطفل وتغرس فيه صفات إيجابية وشعور حب العلم والتعرف والاكتشاف.

وبعد هذه المراحل الثلاثة تكون الخطة التعليمية للشهور القادمة قد تم وضعها وصارت جاهزة للتنفيذ. وخلال تطبيقها مع الأطفال يجب على الأسرة أن تحاول تسجيل ملاحظاتها لتقييم الأداء وتقبل الأطفال واستيعابهم. كما يجب على الأسرة أن تفكر في طرق تسمح للأطفال بالتعبير عن المعارف التي اكتسبوها واستخدامها ما أمكن إما في الحياة العملية أو في مناسبات مخصصة لذلك, فالعلم دون العمل به يصبح عبئا ثقيلا على الطفل.

الجدير بالذكر هنا أن أفراد الأسرة قد لا يمكنهم القيام بواحد أو أكثر من هذه الأدوار, نظرا لصعوبة المادة العلمية أو ضيق الوقت فتكون هناك الحاجة للبحث عن حلول بديلة, ولكن هذا موضوع مقال آخر إن شاء الله.

وأخيرا إليكم هذه المصادر الهامة حول موضوع المناهج:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق